سَفائنَ الشعـرِ والأمـواجُ عاتيـةٌ
قدْ صرتُ رُبَّانَكِ المجنونَ فاحتفلِـي
هيا لنمخـرَ لُـجَّ الشـؤمِ نقهـرُه
نسطو على دولةِ الأوجاعِ والعِلَـلِ
علَّ الرَّياحَ التـي أَلقـتْ بمركبِنَـا
لشاطئِ اليأْسِ تحدونا إلـى الأمـلِ
شُدِّي على أُفُـقِ الأحـلامِ أشرعـةً
من التفـاؤلُ مُدِّيهـا بـلا خَجَـلِ
غني ليهتزَّ خصرُ الأرضِ من طربٍ
وألبسـي فتنـةَ الألحـانِ للجُمـلِ
شُعِّي سروراً وضُوعِي بهجةً ودَعِي
ما فاتنا وإلـى العليـاءِ فارتحلِـي
سفائنَ الشعرِ كـلُّ الشعـرِ نائحـةٌ
ترثي الذي فاتَ أو تبكي على طَلـلِ
أو غائرٍ في وثيـرِ الـذُلِّ ملتحـفٍ
بالجهلِ يمضي ويهدينا إلى الخَطَلِ
أو غارقٍ في بهيمىِّ الهوى سفهـاً
ما بين أقداحِهِ والرقـصِ والقُبَـلِ
سفائنَ الشعرِ غُصنُ الشعرِ مُنكسرٌ
قد تاهَ ما بين دربِ الحقِّ والسُّبُـلِ
وغايةُ الشعرِ أسمى أن يباعَ بهـا
ويشترى في بنوكِ الزَّيفِ والدَّجَـلِ
حّسَّـانُ أرْسَلَـهُ جبريـلُ يَسنُـدُهُ
بالحقِّ صاعقةً حطَّتْ علـى هُبَـلِ
أَعلَاهُ أغلَاهُ مُـذ أن سلَّـه شرفـاً
سيفاً لنصـرةِ ديـنِ اللهِ والرسـلِ
سفائنَ الشعرِ أشعارُ الفتى غرقـت
في لُّجةِ القولِ ردِّيها إلـى العَمـلِ
شُدَِي وشَائِجَها بالصبرِ وانتهجـي
لها الوساطَةَ بين الصَّمتِ والزَّلَـلِ
لا تَحرميها ربيـعَ الحُـبَِ مفرطـةً
لا تُفْرِطِيها إلى غـيٍّ مـن الغَـزَلِ
( بانت سعاد ) رسولُ اللهِ ألبسَهـا
ببردةِ الطهرِ حبـاً اشـرفَ الحُلَـلِ
طُوفِي بها في مراعٍي الحقَِ ساغبةً
وأورديها معينَ العصرِ فـي عَجَـلِ
وألبسيهـا الـذي يُدنِـي مَحَبَتَهـا
وأرشدِيها سبيـلَ الصُّحبـةِ الأُولِ
قومي بها فـي سبيـلِ اللهِ داعيـةً
وانحي بها عن سفيهِ القولِ والجدَلِ
سفائنَ الشعرِ صوغي الشعرَ منتزهاً
يجلو القلوبَ ويفدي العزمَ بالكلَـلِ
باقـاتِ وردٍ وأغصانـاً منمَّـقـةً
قِطَافُها المسكُ في نهرٍ من العَسَـلِ
بلابلاً* تخطـفُ الأرواحَ ساحـرةً
أنغامُها طرباً مـن جُعبـةٍ الملَـلَ
تُهدي الحياةَ لِمَيْـتِ الـذُّل تبعثُـه
من قبـرِ حسرتِـه لقمـةِ الجبـلِ